"... لاَ بِـالْقُدْرَةِ وَلاَ بِـالْقُوَّةِ بَلْ بِرُوحِي قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ" (زكريا 4: 6) . . . . "... إِذَا سَقَطْتُ أَقُومُ. إِذَا جَلَسْتُ فِي الظُّلْمَةِ فَالرَّبُّ نُورٌ لِي" (ميخا 7: 8) . . . . "ادْعُنِي فِي يَوْمِ الضِّيقِ أُنْقِذْكَ فَتُمَجِّدَنِي" (مزمور 50: 15) . . . . "أَنْ أَفْعَلَ مَشِيئَتَكَ يَا إِلَهِي سُرِرْتُ. وَشَرِيعَتُكَ فِي وَسَطِ أَحْشَائِي" (مزمور 40: 8)
صلوات مختارة...
( أ ) مقدمة
(عودة إلى قائمة المحتويات)
الصلاة المسيحية هي وسيلة هامة للإتصال بالله، وعبادته، وتمجيده، وشكره، وطلب غفرانه ومساعدته. تركيزها على الحديث الشخصي مع الله الحي الذي يحب البشر، والذي يمكن الإقتراب إليه بقبول الكفارة التي قدمها الرب يسوع المسيح على الصليب. الصلاة المسيحية ليست عبئا نسعى إلى تأديته ونحاول التخلص منه. على العكس من ذلك، هي شركة حب وسلام بين الله، الأب السماوي، وبين أبنائه الأرضيين. إنها مؤسسة في نعمة الله. إنها تبدأ بالله وتنتهي به. تحيط بنا دائما نعمة الله وتدعمنا وتقوينا عندما نصلي. حث السيد المسيح على الصلاة مرارا في أي وقت، وعلّم أن الله يكافئ الشخص الذي يصلي في الخفاء في غرفته الخاصة، وأنه لا يستمع إلى المنافقين الذين يحبون أن يصلوا أمام الناس حتى يحصلوا على مديحهم (متى 6: 5 -6). المشاركة في صلاة الكنائس والاجتماعات جيدة ومفيدة فقط إذا لم تكن بدافع المجد الباطل.
يمكن أن تُقدم الصلوات لاحتياجات الشخص، أو لاحتياجات الآخرين تعبيرا عن رباط المحبة بين أعضاء الكنيسة الواحدة (لوقا 22: 32؛ تسالونيكي الثانية 3: 1؛ رومية 15: 30؛ يعقوب 5: 16). لكن ينبغي أن تركز الصلاة على تمجيد ومديح الله، وليس على طلبات دنياوية مادية. في الواقع، الصلاة الربانية، التي من تعاليم السيد المسيح (متى 6: 9-13)، تؤكد تمجيد الله وإجلال إرادته. شرح القديس أوغسطينوس ذلك قائلا: "وآسفاه، إنه من السهل أن نطلب أشياءا من الله، ولا نطلب الله نفسه، كأن العطية أفضل من العاطي." لقد علمنا السيد المسيح قائلا: "اطْلُبُوا أَوَّلاً مَلَكُوتَ اللَّهِ وَبِرَّهُ وَهَذِهِ كُلُّهَا (الإحتياجات المادية) تُزَادُ لَكُمْ" (متى 6: 33). قد يتسائل البعض: إذا كان الله يعرف كل أفكارنا واحتياجاتنا، لماذا ينبغي أن نطلب منه أي شيء؟ هذه طبيعة المحبة. المحبة تشتهي أن تسمع ما تعرفه. يفهم الله ما بقلوبنا، حتى عندما تكون أفكارنا مرتبكة. يستحسن الله سماع طلباتنا لأن مجرد السؤال يُعمق ويقوي علاقتنا به.
من المتفق عليه عموما أن للصلاة ثلاثة مراحل:
1. صلاة الشفتين.
2. صلاة العقل أو الفكر.
3. صلاة القلب.
يتقدم الشخص تدريجيا من مرحلة إلى أخرى. في المرحلة النهائية، تنحدر الصلاة من العقل إلى القلب. في هذا السياق، المقصود بالقلب مركز شخصية الإنسان ووجوده بأكمله. صلاة القلب هي صلاة متواصلة. هي ليست عملا بل حالة روحية سامية. يوضح ذلك القديس ثيوفان المتوحد قائلا، "اليد في العمل، بينما العقل والقلب مع الله." نعمة الصلاة المستمرة من القلب هي عطية من الله. يضفيها حيث يشاء وعلى من يشاء.
وفقا لالقديس ثيوفان المتوحد، للصلاة نوعين. النوع الأول هو صلاة الإجتهاد المُضنية للشفتين والعقل التي يقدمها الإنسان. النوع الثاني هو الصلاة التلقائية الذاتية التي ينعم بها الله على الإنسان. يتم تقديم صلاة الإجتهاد بواسطة جهد الإنسان الذي تقويه نعمة الله. يؤدي هذا إلى صلاة القلب التلقائية التي تحدث بشكل عفوي في قلب الأنسان. فيصبح مصدر الصلاة هو الروح القدس الذي يصلي في قلب الإنسان. "وَكَذَلِكَ الرُّوحُ أَيْضاً يُعِينُ ضَعَفَاتِنَا لأَنَّنَا لَسْنَا نَعْلَمُ مَا نُصَلِّي لأَجْلِهِ كَمَا يَنْبَغِي. وَلَكِنَّ الرُّوحَ نَفْسَهُ يَشْفَعُ فِينَا بِأَنَّاتٍ لاَ يُنْطَقُ بِهَا. وَلَكِنَّ الَّذِي يَفْحَصُ الْقُلُوبَ يَعْلَمُ مَا هُوَ اهْتِمَامُ الرُّوحِ لأَنَّهُ بِحَسَبِ مَشِيئَةِ اللهِ يَشْفَعُ فِي الْقِدِّيسِينَ" (رومية 8: 26-27).
طريق التقدم إلى مرحلة صلاة القلب المتواصلة مفتوح للجميع. الجميع مدعو إلى التقدم بعض المسافة على هذا الطريق. ليس أحد مُستبعد. ملكوت الله هو داخل كل واحد منا (لوقا 17: 21). للصلاة، ندخل باستمرار إلى هذه الغرفة السرية الداخلية لملكوت الله في قلوبنا، ونقف أمام الله مدركين وجوده داخلنا. رغبتنا في رؤية الله في مجده وبهائه تجذبنا إلى عمق الصلاة. لا يمكن لهذا الظمأ أن يشبع.
يشجع القديس يوحنا كاباسيلاس الصلاة المتواصلة، "صَلُّوا بِلاَ انْقِطَاعٍ" (تسالونيكي الأولى 5: 17؛ لوقا 18: 1):
"إن الرب موضوع تأملنا. أدعوه في كل ساعة، حتى تستوعبه أرواحنا دائما، ويصبح فكرنا مركز عليه كل يوم. دعوته ليست بحاجة لإعدادات طويلة للصلاة، ولا إلى مكان خاص. في الواقع، انه كائن في أي مكان. فمن المستحيل أنه لا يكون فينا. هو أقرب من القلب لأولئك الذين يطلبونه."
حياة الصلاة المتواصلة تؤدي إلى أننا أنفسنا نصبح صلاة حية غير منطوقة. لا يكفي أن نقول صلاة؛ بل يجب على المرء أن يصبح صلاة، صلاة متجسدة. فإنه لا يكفي أن نقضي لحظات في تمجيد الله. بل ينبغي أن تصبح كل الحياة، كل فعل، كل لفتة، حتى ابتسامة الوجه البشري ترنيمة عبادة وتمجيد، وقربانا، وصلاة. ينبغي للمرء أن يقدم ليس ما لديه، بل جوهر ذاته."
الصلاة هي أم وملكة الفضائل. يشرح القديس يوحنا كليماكوس سبب ذلك بقوله أنه بعد فترة طويلة من الصلاة، ينبغي أن لا يظن الإنسان أنه لم يكتسب شيئا، لأنه قد حقق بالفعل شيئا هاما. إذ أنه ما أفضل من التمسك والتعلق بالرب ومن المثابرة في الاتحاد المتواصل معه." لقد علمنا السيد المسيح في أمثلة الأرملة المظلومة والرجل المحتاج إلى خبز في الليل (لوقا 18: 1-8؛ 11: 5-13) أن المداومة على الصلاة ولجاجتها سيلقى استجابة، حتى إذا تمهل الله.
تقدم هذه الصفحة صلوات مختارة لسمو الروح في مواقف مختلفة.
(ب) تقديم الشكر
(صَمُوئِيلَ بوه)
(عودة إلى قائمة المحتويات)
يا الله، عندما يكون لدي طعاما،
ساعدني أن أتذكر الجوعى.
عندما يكون لدي عمل،
ساعدني أن أتذكر العاطلين.
عندما يكون لدي منزل دافئ،
ساعدني أن أتذكر الذين بلا مأوى.
عندما أكون بدون ألم،
ساعدني أن أتذكر المتألمين.
وعندما أتذكر،
ساعدني في تدمير عدم مبالاتي، وحرك عاطفتي.
إجعلني اهتم كيما
أساعد بالقول وبالفعل أولئك الذين يصرخون
طالبين ما نعتبره أمرا مضمونا مفروغا منه.
(ج) السلام والحب
(ق. فرانسيس أسيسي)
(عودة إلى قائمة المحتويات)
ربي،
إجعلني أداة لسلامك.
إجعلني أزرع الحب، حيث توجد كراهية.
العفو، حيث توجد إساءة.
الإيمان، حيث يوجد شك.
الرجاء، حيث يوجد يأس.
النور، حيث يوجد ظلام.
البهجة، حيث يوجد حزن.يا إلهي القدوس:
إمنحني أن لا أطلب العزاء
بل أن أقدمه للآخرين.
أن لا أطلب الفهم، بل أفهم الآخرين.
أن لا أطلب الحب، بل أقدمه للآخرين.لأنه بالعطاء ننال.
وبالعفو نحصل على العفو.
وبالموت نُولد في الحياة الأبدية.
( د) إلى الروح القدس
(ق. سمعان اللاهوتي)
(عودة إلى قائمة المحتويات)
تعال، أيها النور الحقيقي.
تعال، أيها الحياة الأبدية.
تعال، أيها السر الخفي.
تعال، أيها الكنز بلا اسم ...
تعال، أيها الفرح المتواصل.
تعال، أيها النور الغير مضمحل.
تعال، أيها الأمل الذي يخلص الجميع.
تعال، أيها القيامة من الأموات.
تعال، أيها القوي، الذي يكمل، ويحول، ويغير
كل شيء بإرادتك وحدك.
تعال، يا إكليل الزهور الذي لا يذبل ...
تعال، يا نسمة الحياة، عزاء قلبي المتضع.
تعال، املأنا من وجود الله.
تعال، اجعل أجسادنا معابدا لله.
تعال، املأنا بقوة الغلبة.
تعال، جدد صورة الله فينا.
تعال، قوي إيماننا.
تعال، قدرنا على التبشير والعمل لك في العالم.
تعال، اغفر خطايانا.
تعال، انفخ فينا حياة الله، الخالدة، الأبدية.
تعال، أيها الروح القدس، تعال.
كما تشتهي الأرض الجدباء المطر، نحن نشتهي وجودك.
(ه) الرحمة والغفران
(عزرا الثاني 8: 20-36)
(عودة إلى قائمة المحتويات)
يا ربي الساكن في الأبدية، الساكن في الأعالي، ذو العرش الغير محدود، ذو المجد الغير مُدرك، الذي تقف أمامه قوات من الملائكة مرتجفين، إذ بأمرك يتحولون إلى رياح ونار. كلمتك مؤكدة. أوامرك نافذة. تجف الأعماق من طلعة بهائك. تذوب الجبال من غضبك. حقيقتك ثابتة إلى الأبد. إستمع يارب إلى صلاة عبدك، واصغي إلى طلبة خليقتك. إلتفت إلى كلماتي. طالما أعيش سأصلي، وطالما لدي فهم سأبتهل.
لا تنظر إلى خطايا شعبك، بل إلى أولئك الذين يخدموك بالصدق. لا تنظر إلى أعمال الأشرار، بل إلى أعمال الذين يحفظوا مواثيقك رغم الشدائد. لا تنظر إلى أولئك الذين عاشوا في الشرور أمامك، بل أذكر أولئك الذين يخافوك طوعا. لا تدمر أولئك الذين يعيشون مثل الماشية، بل التفت إلى أولئك الذين يعلموا وصاياك. لا تغضب على أولئك الذين أسوأ من الوحوش؛ بل أحب أولئك الذين يضعوا دائما ثقتهم في مجدك . لأننا و آباءنا قضينا حياتنا بطرق تجلب الموت، وإنما لأجلنا نحن الخطأة دُعيت رحيما. لأنك إذا أردت أن تشفق علينا، نحن الذين نفتقر إلى أعمال البر، تُدعى رحيما. لأن الصديقين، الذين تكثر أعمال تقواهم أمامك، سوف يحصلون على أجورهم نتيجة أعمالهم. ولكن من هم البشر الغاضب عليهم؛ وما هو حنس البشر الفاسد الذي تستاء منه؟ لأنه، في الواقع، ليس هناك واحد من مواليد النساء لم يخطئ. لأنه في هذا، يا رب، سيُعلن برك وصلاحك، عندما ترحم أولئك الذين ليس لديهم أعمال بر وصلاح.
(و) المزامير
(عودة إلى قائمة المحتويات)
1. تمجيد (اَلْمَزْمُورُ 67)
لِيَتَحَنَّنِ اللهُ عَلَيْنَا وَلْيُبَارِكْنَا. لِيُنِرْ بِوَجْهِهِ عَلَيْنَا. لِكَيْ يُعْرَفَ فِي الأَرْضِ طَرِيقُكَ وَفِي كُلِّ الأُمَمِ خَلاَصُكَ. يَحْمَدُكَ الشُّعُوبُ يَا اللهُ. يَحْمَدُكَ الشُّعُوبُ كُلُّهُمْ. تَفْرَحُ وَتَبْتَهِجُ الأُمَمُ لأَنَّكَ تَدِينُ الشُّعُوبَ بِالاِسْتِقَامَةِ وَأُمَمَ الأَرْضِ تَهْدِيهِمْ. يَحْمَدُكَ الشُّعُوبُ يَا اللهُ. يَحْمَدُكَ الشُّعُوبُ كُلُّهُمُ. الأَرْضُ أَعْطَتْ غَلَّتَهَا. يُبَارِكُنَا اللهُ إِلَهُنَا. يُبَارِكُنَا اللهُ وَتَخْشَاهُ كُلُّ أَقَاصِي الأَرْضِ.
2. إبتهال من أجل الغفران (اَلْمَزْمُورُ 25: 1-11)
إِلَيْكَ يَا رَبُّ أَرْفَعُ نَفْسِي. يَا إِلَهِي عَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ فَلاَ تَدَعْنِي أَخْزَى. لاَ تَشْمَتْ بِي أَعْدَائِي. أَيْضاً كُلُّ مُنْتَظِرِيكَ لاَ يَخْزَوْا. لِيَخْزَ الْغَادِرُونَ بِلاَ سَبَبٍ. طُرُقَكَ يَا رَبُّ عَرِّفْنِي. سُبُلَكَ عَلِّمْنِي. دَرِّبْنِي فِي حَقِّكَ وَعَلِّمْنِي. لأَنَّكَ أَنْتَ إِلَهُ خَلاَصِي. إِيَّاكَ انْتَظَرْتُ الْيَوْمَ كُلَّهُ. اذْكُرْ مَرَاحِمَكَ يَا رَبُّ وَإِحْسَانَاتِكَ لأَنَّهَا مُنْذُ الأَزَلِ هِيَ. لاَ تَذْكُرْ خَطَايَا صِبَايَ وَلاَ مَعَاصِيَّ. كَرَحْمَتِكَ اذْكُرْنِي أَنْتَ مِنْ أَجْلِ جُودِكَ يَا رَبُّ. اَلرَّبُّ صَالِحٌ وَمُسْتَقِيمٌ لِذَلِكَ يُعَلِّمُ الْخُطَاةَ الطَّرِيقَ. يُدَرِّبُ الْوُدَعَاءَ فِي الْحَقِّ وَيُعَلِّمُ الْوُدَعَاءَ طُرُقَهُ. كُلُّ سُبُلِ الرَّبِّ رَحْمَةٌ وَحَقٌّ لِحَافِظِي عَهْدِهِ وَشَهَادَاتِهِ. مِنْ أَجْلِ اسْمِكَ يَا رَبُّ اغْفِرْ إِثْمِي لأَنَّهُ عَظِيمٌ.
3. يخلص الرب خاصته (اَلْمَزْمُورُ 34: 1-9)
أُبَارِكُ الرَّبَّ فِي كُلِّ حِينٍ. دَائِماً تَسْبِيحُهُ فِي فَمِي. بِالرَّبِّ تَفْتَخِرُ نَفْسِي. يَسْمَعُ الْوُدَعَاءُ فَيَفْرَحُونَ. عَظِّمُوا الرَّبَّ مَعِي وَلْنُعَلِّ اسْمَهُ مَعاً. طَلَبْتُ إِلَى الرَّبِّ فَاسْتَجَابَ لِي وَمِنْ كُلِّ مَخَاوِفِي أَنْقَذَنِي. نَظَرُوا إِلَيْهِ وَاسْتَنَارُوا وَوُجُوهُهُمْ لَمْ تَخْجَلْ. هَذَا الْمِسْكِينُ صَرَخَ وَالرَّبُّ اسْتَمَعَهُ وَمِنْ كُلِّ ضِيقَاتِهِ خَلَّصَهُ. مَلاَكُ الرَّبِّ حَالٌّ حَوْلَ خَائِفِيهِ وَيُنَجِّيهِمْ. ذُوقُوا وَانْظُرُوا مَا أَطْيَبَ الرَّبَّ! طُوبَى لِلرَّجُلِ الْمُتَوَكِّلِ عَلَيْهِ. اتَّقُوا الرَّبَّ يَا قِدِّيسِيهِ لأَنَّهُ لَيْسَ عَوَزٌ لِمُتَّقِيهِ.
4. الرجاء في الله (اَلْمَزْمُورُ 43)
اِقْضِ لِي يَا اللهُ وَخَاصِمْ مُخَاصَمَتِي مَعَ أُمَّةٍ غَيْرِ رَاحِمَةٍ وَمِنْ إِنْسَانِ غِشٍّ وَظُلْمٍ نَجِّنِي. لأَنَّكَ أَنْتَ إِلَهُ حِصْنِي. لِمَاذَا رَفَضْتَنِي؟ لِمَاذَا أَتَمَشَّى حَزِيناً مِنْ مُضَايَقَةِ الْعَدُوِّ؟ أَرْسِلْ نُورَكَ وَحَقَّكَ هُمَا يَهْدِيَانِنِي وَيَأْتِيَانِ بِي إِلَى جَبَلِ قُدْسِكَ وَإِلَى مَسَاكِنِكَ. فَآتِي إِلَى مَذْبَحِ اللهِ إِلَى اللهِ بَهْجَةِ فَرَحِي وَأَحْمَدُكَ بِالْعُودِ يَا اللهُ إِلَهِي. لِمَاذَا أَنْتِ مُنْحَنِيَةٌ يَا نَفْسِي وَلِمَاذَا تَئِنِّينَ فِيَّ؟ تَرَجَّيِ اللهَ لأَنِّي بَعْدُ أَحْمَدُهُ خَلاَصَ وَجْهِي وَإِلَهِي.
5. الأمن في الله (اَلْمَزْمُورُ 91: 1-8)
اَلسَّاكِنُ فِي سِتْرِ الْعَلِيِّ فِي ظِلِّ الْقَدِيرِ يَبِيتُ. أَقُولُ لِلرَّبِّ: [مَلْجَإِي وَحِصْنِي. إِلَهِي فَأَتَّكِلُ عَلَيْهِ]. لأَنَّهُ يُنَجِّيكَ مِنْ فَخِّ الصَّيَّادِ وَمِنَ الْوَبَإِ الْخَطِرِ. بِخَوَافِيهِ يُظَلِّلُكَ وَتَحْتَ أَجْنِحَتِهِ تَحْتَمِي. تُرْسٌ وَمِجَنٌّ حَقُّهُ. لاَ تَخْشَى مِنْ خَوْفِ اللَّيْلِ وَلاَ مِنْ سَهْمٍ يَطِيرُ فِي النَّهَارِ وَلاَ مِنْ وَبَأٍ يَسْلُكُ فِي الدُّجَى وَلاَ مِنْ هَلاَكٍ يُفْسِدُ فِي الظَّهِيرَةِ. يَسْقُطُ عَنْ جَانِبِكَ أَلْفٌ وَرَبَوَاتٌ عَنْ يَمِينِكَ. إِلَيْكَ لاَ يَقْرُبُ. إِنَّمَا بِعَيْنَيْكَ تَنْظُرُ وَتَرَى مُجَازَاةَ الأَشْرَارِ.
6. الإيمان الظافر (اَلْمَزْمُورُ 27: 1-10)
اَلرَّبُّ نُورِي وَخَلاَصِي مِمَّنْ أَخَافُ؟ الرَّبُّ حِصْنُ حَيَاتِي مِمَّنْ أَرْتَعِبُ؟ عِنْدَ مَا اقْتَرَبَ إِلَيَّ الأَشْرَارُ لِيَأْكُلُوا لَحْمِي مُضَايِقِيَّ وَأَعْدَائِي عَثَرُوا وَسَقَطُوا. إِنْ نَزَلَ عَلَيَّ جَيْشٌ لاَ يَخَافُ قَلْبِي. إِنْ قَامَتْ عَلَيَّ حَرْبٌ فَفِي ذَلِكَ أَنَا مُطْمَئِنٌّ. وَاحِدَةً سَأَلْتُ مِنَ الرَّبِّ وَإِيَّاهَا أَلْتَمِسُ: أَنْ أَسْكُنَ فِي بَيْتِ الرَّبِّ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِي لِكَيْ أَنْظُرَ إِلَى جَمَالِ الرَّبِّ وَأَتَفَرَّسَ فِي هَيْكَلِهِ. لأَنَّهُ يُخَبِّئُنِي فِي مَظَلَّتِهِ فِي يَوْمِ الشَّرِّ. يَسْتُرُنِي بِسِتْرِ خَيْمَتِهِ. عَلَى صَخْرَةٍ يَرْفَعُنِي. وَالآنَ يَرْتَفِعُ رَأْسِي عَلَى أَعْدَائِي حَوْلِي فَأَذْبَحُ فِي خَيْمَتِهِ ذَبَائِحَ الْهُتَافِ. أُغَنِّي وَأُرَنِّمُ لِلرَّبِّ. اِسْتَمِعْ يَا رَبُّ. بِصَوْتِي أَدْعُو فَارْحَمْنِي وَاسْتَجِبْ لِي. لَكَ قَالَ قَلْبِي: [قُلْتَ اطْلُبُوا وَجْهِي. وَجْهَكَ يَا رَبُّ أَطْلُبُ]. لاَ تَحْجُبْ وَجْهَكَ عَنِّي. لاَ تُخَيِّبْ بِسَخَطٍ عَبْدَكَ. قَدْ كُنْتَ عَوْنِي فَلاَ تَرْفُضْنِي وَلاَ تَتْرُكْنِي يَا إِلَهَ خَلاَصِي. إِنَّ أَبِي وَأُمِّي قَدْ تَرَكَانِي وَالرَّبُّ يَضُمُّنِي.
(ز) منوعات
(عودة إلى قائمة المحتويات)
1. الثلاث تقديسات
قدوس الله، قدوس القوى، قدوس الحي الذي لا يموت، ارحمنا (3 مرات). المجد للآب والابن والروح القدس، الآن وكل أوان وإلى دهر الداهرين. آمين.
2. صلاة يسوع:
ياربي يسوع المسيح، ابن الله، إرحمني أنا الخاطئ.
(كرر)
3. أقصر الصلاة في الإنجيل:
"... يَا رَبُّ نَجِّنِي" (متى 14: 30؛ المزمور 70: 1).
4. طلبات:
(أ) يارب،
امنحني الهدوء لقبول الأشياء التي لا أستطيع أن أغيرها،
والشجاعة لتغيير الأشياء التي أستطيع تغييرها،
والحكمة لمعرفة الفرق.(ب) يارب،
خذني حيثما تريد لي أن أذهب.
دعني ألتقي بمن تريدني أن التقي.
ضع كلامك في فمي.
وامنحني أن أفعل مشيئتك.
5. طلب المعونة:
(أ) "يَا أَبَا الآبُ كُلُّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ لَكَ فَأَجِزْ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسَ. وَلَكِنْ لِيَكُنْ لاَ مَا أُرِيدُ أَنَا بَلْ مَا تُرِيدُ أَنْتَ" (مرقس 14: 36؛ لوقا 22: 42).
(ب) "دَعَوْتُ بِاسْمِكَ يَا رَبُّ مِنَ الْجُبِّ الأَسْفَلِ. لِصَوْتِي سَمِعْتَ: لاَ تَسْتُرْ أُذُنَكَ عَنْ زَفْرَتِي، عَنْ صِيَاحِي. دَنَوْتَ يَوْمَ دَعَوْتُكَ. قُلْتَ: «لاَ تَخَفْ!». خَاصَمْتَ يَا سَيِّدُ خُصُومَاتِ نَفْسِي. فَكَكْتَ حَيَاتِي" (مراثي إرميا 3: 55-58؛ يونان 2: 2-9).
6. إستقبال يوما جديدا:
أشكرك يارب لليوم الجديد.
أشكرك على هدية الزمن الجديد الثمينة.
من فضلك، يارب، باركه.
ارشدني، وقدني، واعطني المقدرة أن استثمره وفقا لارادتك لي.
إملأه بالمحبة والتسامح وتضميد الجراح والحكمة.
لأجل مجد اسمك القدوس.
7. الحياة الروحية:
(لخليل جبران)
يَارَبْ
يَارَبْ سَاعِدني عَلى أنْ أَقُولَ كَلِمَةَ الحَقْ في وَجهِ الأقويَاء
وأنْ لا أَقول البَاطِلَ لأكسِبْ تَصفيَق الضُعَفاءيَارَبْ اذا أعطَيتني مَالاً ، فَلا تأخذ سَعَادتي
واذا أعطَيتني قُوةً ، فَلا تَأخُذ عَقلي
واذا أعطَيتني نَجَاحاً ، فَلا تأخذ تَواضُعي
واذا أعطَيتني تَواضُعاً ، فَلا تأخذ اِعتِزازي بِكرَامَتييَارَبْ عَلِمني أنْ أُحِبَ النَاس كَما أُحِبُ نَفسي
وَعَلِمني أَنْ أُحاسِبَ نَفسي كَما أُحاسِب النَاس
وعَلِمني أَن التَسَامُح هُوَ أَكبَرُ مَرَاتِب القُوة
وأَنْ حُبَ الأنتِقَام هُوَ أَولُ مَظَاهِرُ الضَعَفْيَارَبْ لا تَدَعني أُصَابُ بِالغُرور اِذا نَجَحَتْ
ولا بِاليَأسِ اِذا فَشِلتْ
بَلْ ذَكرني أَن الفَشَلَ هُوَ التَجرُبَة التي تَسبِقُ الَنجَاحْيَارَبْ اِذا جَردَتني مِنْ المَال فَاترُكْ ليَ الأمَلْ
واِذا جَرَدتَني مِن النَجَاح فَاترُك ليَ قُوةَ العِنَاد
حتي أتغلب عَلى الفَشَلْ
واِذا جَرَدتَني مِنْ نِعمَة الصِحَة فَاترُك لي نِعمَة الأيمَانْيَارَبْ اِذا أَسَأَتُ إلى النَاسِ فَأعْطِني شَجَاعَةِ الأعتِذارْ
وأذا أساء لي النَاس فَأعَطِني شَجاَعَة العَفْوواذا نَسيَتُكَ يَا رَبْ فأرجو أنْ لا تَنْسَاني
آمين
8. صلاة للإبن القدوس:
أيها الإبن الوحيد الإله الكلمة الذي أحبنا. وبحبه أراد أن يخلصنا من الهلاك الأبدي. ولما كان الموت في طريق خلاصنا، اشتهى أن يجوز فيه حبا لنا. وهكذا ارتفع على الصليب ليحمل عقاب خطايانا. نحن الذين أخطأنا، وهو الذي تألم. نحن الذين كنا مديونين للعدل الإلهي بذنوبنا، وهو الذي دفع الديون عنا. لأجلنا، فضل التألم على التنعم، والشقاء على الراحة، والهوان على المجد، والصليب على العرش الذي يحمله الشيروبيم. قبل أن يُربط بالحبال، ليحلنا من رباطات خطايانا. تواضع ليرفعنا، وجاع ليشبعنا، وعطش ليروينا، وصعد إلى الصليب عريانا ليكسونا بثوب بره.
فتح جنبه بالحربة لكي ندخل إليه ونسكن في عرش نعمته، ولكي يسيل الدم من جسده لنغتسل من آثامنا. وأخيرا مات ودُفن في القبر ثم قام ليقيمنا من موت الخطية ويحيينا حياة أبدية. فيا إلهي إن خطاياي هي الشوك الذي يوخز رأسك المقدسة. أنا الذي أحزنا قلبك بسروري بملاذ الدنيا الباطلة.
ما هذا الطريق المؤدي للموت الذي أنت سائر فيه يا إلهي ومخلصي. أي شيء تحمل على منكبيك؟ هو صليب العار الذي حملته عوضا عني. ما هذا أيها الفادي؟ ما الذي جعلك ترضى بذلك؟ أيُهان العظيم؟ أيُذل المُمجد؟ أيوضع المرتفع؟ يا لعظم حبك!
نعم هو حبك العظيم الذي جعلك تقبل احتمال كل ذلك العذاب من أجلي. أشكرك يا إلهي، وتشكرك عني ملائكتك وخليقتك جميعا لأني عاجز عن القيام بحمدك كما يستحق حبك. فهل رأينا حبا أعظم من هذا؟ فاحزني يا نفسي على خطاياك التي سببت لفاديك الحنون هذه الآلام. إرسمي جرحه أمامك، واحتمي فيه عندما يهيج عليك العدو. أعطني يا مخلصي أن أعتبر عذابك كنزي، وإكليل الشوك مجدي، وأوجاعك تنعمي، ومرارتك حلاوتي، ودمك حياتي، ومحبتك فخري وشكري.
يا ربي يسوع المسيح، يا من جُرحت من أجل معاصينا، وبجروحك شفينا إجرحيني بحربة حبك الإلهي الشافي، وبدم صليبك طهرني من خطاياي، واسكرني بحبك يا من قبلت الموت من أجلي لتفديني وتحييني.
ياربي يسوع حبيبي، إذا رأيتني عضوا يابسا رطبني بزيت نعمتك، وثبتني فيك غصنا حيا أيها الكرمة الحقيقية. وحينما أتقدم لتناول أسرارك المقدسة إجعلني مستحقا لذلك، ومؤهلا للإتحاد بك، لكي أجرؤ بغير خوف أن أنادي أباك القدوس الذي في السموات بنغمة البنين.