"ثُمَّ كَلَّمَهُمْ يَسُوعُ أَيْضاً قَائِلاً: أَنَا هُوَ نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فلاَ يَمْشِي فِي الظُّلْمَةِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ" (يُوحَنَّا 8: 12) . . . . "أَنَا هُوَ الرَّاعِي الصَّالِحُ وَالرَّاعِي الصَّالِحُ يَبْذِلُ نَفْسَهُ عَنِ الْخِرَافِ" (يُوحَنَّا 10: 11) . . . . "هَئَنَذَا وَاقِفٌ عَلَى الْبَابِ وَأَقْرَعُ. إِنْ سَمِعَ أَحَدٌ صَوْتِي وَفَتَحَ الْبَابَ، أَدْخُلُ إِلَيْهِ وَأَتَعَشَّى مَعَهُ وَهُوَ مَعِي" (رُؤْيَا يُوحَنَّا 3: 20)
يسوع الناصري:
هَدِيّة الرجاء والمحبّة
إذا أردت أن تأخذ فكرة عن حياة وتعليم يسوع فإنه من المهم أن تقرأ إنجيل
لوقا وتشاهد فيلم يسوع في الصلات التالية:
• الكتاب المقدس
• فِلم
يسوع
( أ ) خلفية تاريخية وجيزة
(عودة إلى قائمة المحتويات)
وُلِد يسوع في سنة 4-5 ق.م. من الروح القدس للإله الحيّ ومن أمّه العذراء مريم في عائلة يهودية فقيرة متواضعة: "أَمَّا وِلاَدَةُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فَكَانَتْ هَكَذَا: لَمَّا كَانَتْ مَرْيَمُ أُمُّهُ مَخْطُوبَةً لِيُوسُفَ قَبْلَ أَنْ يَجْتَمِعَا وُجِدَتْ حُبْلَى مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ. وَهَذَا كُلُّهُ كَانَ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ مِنَ الرَّبِّ بِالنَّبِيِّ: «هُوَذَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ إبْناً وَيَدْعُونَ اسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ» (الَّذِي تَفْسِيرُهُ: اَللَّهُ مَعَنَا)" (متى 1: 18, 22-23)؛ "فَوَلَدَتِ إبْنَهَا الْبِكْرَ وَقَمَّطَتْهُ وَأَضْجَعَتْهُ فِي الْمِذْوَدِ إِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُمَا مَوْضِعٌ فِي الْمَنْزِلِ" (لوقا 2: 7، 1: 26-38). وُلِد يسوع في كهف في قرية صغيرة بجنوب فلسطين تدعى بيت لحم.
نشأ يسوع في عائلة يهودية تقية، وعاش الحياة الدينية اليهودية التقية في مدينة صغيرة في شمال فلسطين تدعى مدينة الناصرة. من المعتقد أنه كان يعمل في النجارة قبل بداية خدمته التبشيرية. عاش بين الفقراء وشارك مشاعرهم. كان تلاميذه بُسطاءا. المجموعة الداخلية من تلاميذه كانت الإثنا عشر رسولا. لازم الإثنا عشر رسول يسوع أثناء تبشيره لمدة حوالي ثلاث سنين ونصف. إستمعوا لكل تعاليمه العامة، وشاهدوا كل معجزاته. كما ناقشوه في اجتماعاتهم الخاصة معه. بعد صعوده إلى السماء، أرسلهم للتبشير بالإنجيل للعالم كله. أستشهد جميعهم، فيما عدا إثنين، لإيمانهم وتبشيرهم بالمسيح. مات أحد هذين في شيخوخته في المنفى (يوحنا الرسول)، بينما خانه الآخر (يهوذا الإسخريوطي).
بدأ يسوع خدمته التبشيرية عندما بلغ من العمر ثلاثين سنة تقريبا (لوقا 3:23). رغم أنّ خدمة يسوع التبشيرية دامت فترة قصيرة (تقريبا ثلاث سنوات ونصف)، كان لها تأثير هائل على العالم كله. عاش يسوع وعلّم في فلسطين كما أنه قام بزيارات قصيرة لمدن صور وصيدا (متى 15:21). تميزت خدمة يسوع بسمتان رئيسيتان: تعليم وتبشير، ومعجزات قوية. كانت بعض هذه المعجزات فريدة في تاريخ البشرية. كانت طريقته المفضّلة للتعليم هي إستعمال أمثال. أما حياة وسلوك يسوع فقد اتفقتا تماما مع تعاليمه.
تنبأ إشعياء النبي عن رسالة يسوع المسيح منذ أكثر من سبعة قرون قبل ميلاده قائلا: "رُوحُ الرَّبِّ عَلَيَّ لأَنَّهُ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ أَرْسَلَنِي لأَشْفِيَ الْمُنْكَسِرِي الْقُلُوبِ لأُنَادِيَ لِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَقِ ولِلْعُمْيِ بِالْبَصَرِ وَأُرْسِلَ الْمُنْسَحِقِينَ فِي الْحُرِّيَّةِ وَأَكْرِزَ بِسَنَةِ الرَّبِّ الْمَقْبُولَةِ" (لُوقَا 4: 18-19؛ إشعياء 61: 1-2). يسوع المسيح يصور ويجسم المحبّة الإلهية النقية؛ المحبّة الانهائية؛ المحبّة التي لا تعرف حدودا؛ المحبّة التي تفوق إدراكنا البشري. يحبّنا أكثر من محبة الأمّ لطفلها الرضيع “هَلْ تَنْسَى الْمَرْأَةُ رَضِيعَهَا فَلاَ تَرْحَمَ ابْنَ بَطْنِهَا؟ حَتَّى هَؤُلاَءِ يَنْسِينَ وَأَنَا لاَ أَنْسَاكِ” (إشعياء 49: 15). إنّ جوهر رسالة السيد المسيح إلينا هو المحبّة: "الله محبّة" (1 يوحنا4: b8؛ يوحنا 3: 16). نستجيب إلى محبّته الغير محدودة لنا المضحية لأجلنا بأن نحبّه: "نَحْنُ نُحِبُّهُ لأَنَّهُ هُوَ أَحَبَّنَا أَوَّلاً " (1 يوحنا 4: 19). تجتهد المحبة الحقيقية أن تُرضي المحبوب: "إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي فَاعْمَلُوا وَصَايَايَ" (يوحنا 14: 15). ما هذه الوصايا؟ وصاياه أنّنا نحبّ الرب الإله وقريبنا: "تُحِبُّ الرَّبَّ إِلَهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ. هَذِهِ هِيَ الْوَصِيَّةُ الأُولَى وَالْعُظْمَى. وَالثَّانِيَةُ مِثْلُهَا: تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ. بِهَاتَيْنِ الْوَصِيَّتَيْنِ يَتَعَلَّقُ النَّامُوسُ كُلُّهُ وَالأَنْبِيَاءُ" (متى 22: 37-40).
لم يرغب أن يعلن أنّه المسيح المُنتظر، لأن في زمانه، مفهوم رسالة المسيح المنتظر حُرّف وتدهور إلى الإعتقاد بأن المسيح سيأتي كملِك أرضي في مجيئه الأول. فهو قد رفض قبول مملكة أرضية (يوحنا 6: 15). رَفَضه كثير من اليهود لأن إهتمامهم الأكبر كان موجها إلى مملكة أرضية وإلى تقاليد بالية. وجود المسيح التاريخي الأرضي إنتهى في إنتصار قيامته من الأموات وصعوده إلى السماء في سنة 30-33م بعد إهانات ومعاناة صليبه.
تميّزت الفترة السابقة للمسيح بعدم الإستقرار السياسي في فلسطين. تضمّنت هذه الفترة حروبا مرّة دامية كثيرة، حملات عسكرية بربرية، تغييرات إمبراطورية، مؤامرات، إغتيالات، وفوضى سياسية أحيانا. كانت الإمبراطورية الرومانية هي القوة العالمية السائدة في وقت السيد المسيح. من عام 6 إلى 41 ميلادي حكم ستّة ولاة رومان جنوب فلسطين. كان أولهم هو الوالي كيرينيوس الذي بدأ حكمه بإحصاء السكان. وقد أدى هذا إلى تمرّد مُسلّح لأن السكان خافوا زيادة الضرائب والتسخير في أعمال إضافية. كان بيلاطس البنطي من أشهر هؤلاء الولاة، الذي خلف جراتوس في سنة 26 ميلادية. ومثل أسلافه، لم يهتم بيلاطس بالتقاليد اليهودية، مما أدّى إلى تذمر اليهود. وقد دفع هذا التذمر اليهود لطلب المسيح المنتظر. وسط هذا اليأس وظلام ذلك الليل الطويل الذي بدى لا نهاية له، أشرق ضوء السيد المسيح.
(ب) سمات شخصية يسوع المسيح
يُقدّم الكتاب المقدس صورة بهية لشخصية السيد المسيح.
1. محبة يسوع
(عودة إلى قائمة المحتويات)
أحبّ يسوع كلّ فئات الناس: يتضمن ذلك الخطاة، المُهمّشين، جباة الضرائب، المرضى، النساء والأطفال. وفي الواقع كان يأكل حتى مع الخطاة ليقودهم إلى التوبة. وتظهر محبة يسوع بوضوح في كثير من المواقف:
أ. راحة المُتعَبين
"تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ وَأَنَا أُرِيحُكُمْ. اِحْمِلُوا نِيرِي عَلَيْكُمْ وَتَعَلَّمُوا مِنِّي لأَنِّي وَدِيعٌ وَمُتَوَاضِعُ الْقَلْبِ فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُمْ. لأَنَّ نِيرِي هَيِّنٌ وَحِمْلِي خَفِيفٌ " (متى 11: 28-30).
ب. إطعام الجياع
على الأقل في مناسبتين أطعم يسوع جموعا من الناس الجياع الذين كانوا يتبعونه. في إحدى المناسبات، أطعم حوالي خمسة آلاف رجل بالإضافة إلى نساء وأطفال بمباركة خمسة أرغفة خبز وسمكتين (متى 13:14-21؛ لوقا 11:9-17). في المناسبة الأخرى، أطعم حوالي أربعة آلاف رجل بالإضافة إلى نساء وأطفال بمباركة سبعة أرغفة خبز وبضعة أسماك (متى 15: 32-39). في كلتا الحالتين، فعمل ذلك على مبادرته: "وَأَمَّا يَسُوعُ فَدَعَا تَلاَمِيذَهُ وَقَالَ: «إِنِّي أُشْفِقُ عَلَى الْجَمْعِ لأَنَّ الآنَ لَهُمْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ يَمْكُثُونَ مَعِي وَلَيْسَ لَهُمْ مَا يَأْكُلُونَ. وَلَسْتُ أُرِيدُ أَنْ أَصْرِفَهُمْ صَائِمِينَ لِئَلَّا يُخَوِّرُوا فِي الطَّرِيقِ»"(متى 32:15).
ج. شفاء المرضى
شفى يسوع كثيرا من الناس المصابين بأمراض مختلفة. أبرأ الرجل الأبرص (لوقا 5: 12-15؛ 17: 11-19)، المفلوج (لوقا 5: 16-26)، المشلول (متى 8: 5-13)، الأعمى (متى 9: 27-31)، الإمرأة النازفة (لوقا 8: 43-48)، ومرضى مصابين بأمراض أخرى: "فَجَاءَ إِلَيْهِ جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ مَعَهُمْ عُرْجٌ وَعُمْيٌ وَخُرْسٌ وَشُلٌّ وَآخَرُونَ كَثِيرُونَ وَطَرَحُوهُمْ عِنْدَ قَدَمَيْ يَسُوعَ. فَشَفَاهُمْ حَتَّى تَعَجَّبَ الْجُمُوعُ إِذْ رَأَوُا الْخُرْسَ يَتَكَلَّمُونَ وَالشُّلَّ يَصِحُّونَ وَالْعُرْجَ يَمْشُونَ وَالْعُمْيَ يُبْصِرُونَ. وَمَجَّدُوا إِلَهَ إِسْرَائِيلَ "(متى 15: 30-31).
د. تحرير الذين بهم أرواح شريرة من القُوى الشيطانية
حرر يسوع الكثير من الناس من القوى الشيطانية التي إمتلكتهم وعذّبتهم. عرفت الشياطين أنّه المسيح (لوقا 4: 41؛ 8: 26-39؛ مرقس 9: 17-29؛ متى 8: 16، 28-34؛ 9: 32-33؛ 12: 22-23. "وَكَانَ فِي الْمَجْمَعِ رَجُلٌ بِهِ رُوحُ شَيْطَانٍ نَجِسٍ فَصَرَخَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: «آهِ مَا لَنَا وَلَكَ يَا يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ! أَتَيْتَ لِتُهْلِكَنَا! أَنَا أَعْرِفُكَ مَنْ أَنْتَ: قُدُّوسُ \للهِ». فَانْتَهَرَهُ يَسُوعُ قَائِلاً: «إخْرَسْ وَاخْرُجْ مِنْهُ». فَصَرَعَهُ الشَّيْطَانُ فِي الْوَسَطِ وَخَرَجَ مِنْهُ وَلَمْ يَضُرَّهُ شَيْئاً. فَوَقَعَتْ دَهْشَةٌ عَلَى الْجَمِيعِ وَكَانُوا يُخَاطِبُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً قَائِلِينَ: «مَا هَذِهِ الْكَلِمَةُ! لأَنَّهُ بِسُلْطَانٍ وَقُوَّةٍ يَأْمُرُ الأَرْوَاحَ النَّجِسَةَ فَتَخْرُجُ»"(لوقا 4: 33-36).
عندما إتهمه البعض بأنه يخرج الشياطين بِبَعْلَزَبُولَ، رئيس الشياطين، أعلن لهم أنه قد أخرج الشياطين بقوة الله الحي: "فَعَلِمَ يَسُوعُ أَفْكَارَهُمْ وَقَالَ لَهُمْ: كُلُّ مَمْلَكَةٍ مُنْقَسِمَةٍ عَلَى ذَاتِهَا تُخْرَبُ وَكُلُّ مَدِينَةٍ أَوْ بَيْتٍ مُنْقَسِمٍ عَلَى ذَاتِهِ لاَ يَثْبُتُ. فَإِنْ كَانَ الشَّيْطَانُ يُخْرِجُ الشَّيْطَانَ فَقَدِ انْقَسَمَ عَلَى ذَاتِهِ. فَكَيْفَ تَثْبُتُ مَمْلَكَتُهُ؟ وَإِنْ كُنْتُ أَنَا بِبَعْلَزَبُولَ أُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ فَأَبْنَاؤُكُمْ بِمَنْ يُخْرِجُونَ؟ لِذَلِكَ هُمْ يَكُونُونَ قُضَاتَكُمْ! وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُ أَنَا بِرُوحِ اللَّهِ أُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ فَقَدْ أَقْبَلَ عَلَيْكُمْ مَلَكُوتُ اللَّهِ! أَمْ كَيْفَ يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يَدْخُلَ بَيْتَ الْقَوِيِّ وَيَنْهَبَ أَمْتِعَتَهُ إِنْ لَمْ يَرْبِطِ الْقَوِيَّ أَوَّلاً وَحِينَئِذٍ يَنْهَبُ بَيْتَهُ؟" (متى 12: 25-29؛ لوقا 11: 17-23). في الواقع، إرتعبت الشياطين من السيد المسيح. إذ خافوا أن يرسلهم إلى العذاب الأبدي قبل الوقت (متى 8: 29).
2. حنان يسوع
(عودة إلى قائمة المحتويات)
"فَلَمَّا خَرَجَ يَسُوعُ أَبْصَرَ جَمْعاً كَثِيراً فَتَحَنَّنَ عَلَيْهِمْ وَشَفَى مَرْضَاهُمْ " (متى 14: 14).
أ. إكتآب يسوعُ على الدمار الوشيك لمدينة القدس
علِم يسوع مُسبقّا وتنبأ بدمار مدينة القدس بواسطة الرومان. حدث هذا في سنة 70 ميلادية بعد صعوده إلى السماء بحوالي 40 سنة. وقد بكى حزنا وشفقة عليها: "وَفِيمَا هُوَ يَقْتَرِبُ نَظَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ وَبَكَى عَلَيْهَا قَائِلاً: «إِنَّكِ لَوْ عَلِمْتِ أَنْتِ أَيْضاً حَتَّى فِي يَوْمِكِ هَذَا مَا هُوَ لِسَلاَمِكِ. وَلَكِنِ الآنَ قَدْ أُخْفِيَ عَنْ عَيْنَيْكِ. فَإِنَّهُ سَتَأْتِي أَيَّامٌ وَيُحِيطُ بِكِ أَعْدَاؤُكِ بِمِتْرَسَةٍ وَيُحْدِقُونَ بِكِ وَيُحَاصِرُونَكِ مِنْ كُلِّ جِهَةٍ وَيَهْدِمُونَكِ وَبَنِيكِ فِيكِ وَلاَ يَتْرُكُونَ فِيكِ حَجَراً عَلَى حَجَرٍ لأَنَّكِ لَمْ تَعْرِفِي زَمَانَ افْتِقَادِكِ»" (لوقا 19: 41-44).
ب. أقام يسوعُ إبن الأرملة من الموت
أشفق يسوع على الأرملة الباكية التي فقدت إبنها الوحيد. لذا، أقام إبنها من الموت على مبادرته: "فَلَمَّا اقْتَرَبَ إِلَى بَابِ الْمَدِينَةِ إِذَا مَيْتٌ مَحْمُولٌ إبْنٌ وَحِيدٌ لأُمِّهِ وَهِيَ أَرْمَلَةٌ وَمَعَهَا جَمْعٌ كَثِيرٌ مِنَ الْمَدِينَةِ. فَلَمَّا رَآهَا الرَّبُّ تَحَنَّنَ عَلَيْهَا وَقَالَ لَهَا: «لاَ تَبْكِي». ثُمَّ تَقَدَّمَ وَلَمَسَ النَّعْشَ فَوَقَفَ الْحَامِلُونَ. فَقَالَ: «أَيُّهَا الشَّابُّ لَكَ أَقُولُ قُمْ». فَجَلَسَ الْمَيْتُ وَابْتَدَأَ يَتَكَلَّمُ فَدَفَعَهُ إِلَى أُمِّهِ" (لوقا 7: 12-15).
ج. أقام يسوعُ لعازر من الموت
كان لعازر وأختيه أصدقاء أعزاء ليسوع. عندما مات لعازر، ذهب يسوع ليُعزي أختيه ويقيمه من الموت. عندما رأى يسوع أختيه وأصدقائه يبكون، بكى لألمهم ولحزنهم: "فَلَمَّا رَآهَا يَسُوعُ تَبْكِي وَالْيَهُودُ الَّذِينَ جَاءُوا مَعَهَا يَبْكُونَ إنْزَعَجَ بِالرُّوحِ وَاضْطَرَبَ وَقَالَ: «أَيْنَ وَضَعْتُمُوهُ؟» قَالُوا لَهُ: «يَا سَيِّدُ تَعَالَ وَانْظُرْ». بَكَى يَسُوعُ" (يوحنا 11: 33-35).
3. يسوع: الراعي الصالح
(عودة إلى قائمة المحتويات)
قال يسوع: "أَنَا هُوَ الرَّاعِي الصَّالِحُ وَالرَّاعِي الصَّالِحُ يَبْذِلُ نَفْسَهُ عَنِ الْخِرَافِ. خِرَافِي تَسْمَعُ صَوْتِي وَأَنَا أَعْرِفُهَا فَتَتْبَعُنِي. وَأَنَا أُعْطِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً وَلَنْ تَهْلِكَ إِلَى الأَبَدِ وَلاَ يَخْطَفُهَا أَحَدٌ مِنْ يَدِي " (يوحنا 10: 11، 27-28). يبحث يسوع عن الخاطئ الضال: "«أَيُّ إِنْسَانٍ مِنْكُمْ لَهُ مِئَةُ خَرُوفٍ وَأَضَاعَ وَاحِداً مِنْهَا أَلاَ يَتْرُكُ التِّسْعَةَ وَالتِّسْعِينَ فِي الْبَرِّيَّةِ وَيَذْهَبَ لأَجْلِ الضَّالِّ حَتَّى يَجِدَهُ؟ وَإِذَا وَجَدَهُ يَضَعُهُ عَلَى مَنْكِبَيْهِ فَرِحاً وَيَأْتِي إِلَى بَيْتِهِ وَيَدْعُو الأَصْدِقَاءَ وَالْجِيرَانَ قَائِلاً لَهُمُ: إفْرَحُوا مَعِي لأَنِّي وَجَدْتُ خَرُوفِي الضَّالَّ. أَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ هَكَذَا يَكُونُ فَرَحٌ فِي السَّمَاءِ بِخَاطِئٍ وَاحِدٍ يَتُوبُ أَكْثَرَ مِنْ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ بَارّاً لاَ يَحْتَاجُونَ إِلَى تَوْبَةٍ»" (لوقا 15: 4-7)؛ "لأَنَّكُمْ كُنْتُمْ كَخِرَافٍ ضَالَّةٍ، لَكِنَّكُمْ رَجَعْتُمُ الآنَ إِلَى رَاعِي نُفُوسِكُمْ وَأُسْقُفِهَا " (1 بطرس 2: 25).
نصلّي هذا المزمور: "اَلرَّبُّ رَاعِيَّ فَلاَ يُعْوِزُنِي شَيْءٌ. فِي مَرَاعٍ خُضْرٍ يُرْبِضُنِي. إِلَى مِيَاهِ الرَّاحَةِ يُورِدُنِي. يَرُدُّ نَفْسِي. يَهْدِينِي إِلَى سُبُلِ الْبِرِّ مِنْ أَجْلِ إسْمِهِ. أَيْضاً إِذَا سِرْتُ فِي وَادِي ظِلِّ الْمَوْتِ لاَ أَخَافُ شَرّاً لأَنَّكَ أَنْتَ مَعِي. عَصَاكَ وَعُكَّازُكَ هُمَا يُعَزِّيَانِنِي " (مزامير 23: 1-4).
4. قداسة يسوع
(عودة إلى قائمة المحتويات)
من الواضح من المناقشة السابقة أن يسوع قام بأعمال طيبة لكثير من الناس. بالإضافة إلى هذا، عاش يسوع حياة مقدّسة نقية. كان بريئا بدون خطيئة: "مَنْ مِنْكُمْ يُبَكِّتُنِي عَلَى خَطِيَّةٍ؟ فَإِنْ كُنْتُ أَقُولُ الْحَقَّ فَلِمَاذَا لَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِي؟ " (يوحنا 8: 46)؛ "ألَّذِي لَمْ يَفْعَلْ خَطِيَّةً، وَلاَ وُجِدَ فِي فَمِهِ مَكْرٌ، الَّذِي إِذْ شُتِمَ لَمْ يَكُنْ يَشْتِمُ عِوَضاً وَإِذْ تَأَلَّمَ لَمْ يَكُنْ يُهَدِّدُ بَلْ كَانَ يُسَلِّمُ لِمَنْ يَقْضِي بِعَدْلٍ " (1 بطرس 2: 22-23)؛ "وَتَعْلَمُونَ أَنَّ ذَاكَ أُظْهِرَ لِكَيْ يَرْفَعَ خَطَايَانَا، وَلَيْسَ فِيهِ خَطِيَّةٌ" (1 يوحنا 3: 5)؛ "عَالِمِينَ أَنَّكُمُ افْتُدِيتُمْ لاَ بِأَشْيَاءَ تَفْنَى، بِفِضَّةٍ أَوْ ذَهَبٍ، مِنْ سِيرَتِكُمُ \لْبَاطِلَةِ الَّتِي تَقَلَّدْتُمُوهَا مِنَ الآبَاءِ، بَلْ بِدَمٍ كَرِيمٍ، كَمَا مِنْ حَمَلٍ بِلاَ عَيْبٍ وَلاَ دَنَسٍ، دَمِ الْمَسِيحِ" (1 بطرس 1: 18، 19).
5. تواضع يسوع
(عودة إلى قائمة المحتويات)
كان يسوع شخصا متواضعا جدا: "إِحْمِلُوا نِيرِي عَلَيْكُمْ وَتَعَلَّمُوا مِنِّي لأَنِّي وَدِيعٌ وَمُتَوَاضِعُ \لْقَلْبِ فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُمْ. لأَنَّ نِيرِي هَيِّنٌ وَحِمْلِي خَفِيفٌ»" (متى 11: 29-30). عندما دخل يسوع مدينة القدس وكانت الجموع ترحب به، كان يركب حمارا صغيرا يُمثّل السلام. لم يدخلها راكبا فرس يمثّل الحرب والغزو: "وَوَجَدَ يَسُوعُ جَحْشاً فَرَكِبَ عَلَيْهِ، كَمَا قَدْ كُتِبَ: «لاَ تَخَافِي يَابِنْتَ صِهْيَوْنَ، فَإِنَّ مَلِكَكِ قَادِمٌ إِلَيْكِ رَاكِباً عَلَى جَحْش أَتَان»" (يوحنا 12: 14-15).
صادق يسوع الخطاة لكي يجلِبُهم إلى التوبة: "فَلَمَّا نَظَرَ الْفَرِّيسِيُّونَ قَالُوا لِتَلاَمِيذِهِ: «لِمَاذَا يَأْكُلُ مُعَلِّمُكُمْ مَعَ الْعَشَّارِينَ وَالْخُطَاةِ؟» فَلَمَّا سَمِعَ يَسُوعُ قَالَ لَهُمْ: «لاَ يَحْتَاجُ الأَصِحَّاءُ إِلَى طَبِيبٍ بَلِ الْمَرْضَى. فَاذْهَبُوا وَتَعَلَّمُوا مَا هُوَ: إِنِّي أُرِيدُ رَحْمَةً لاَ ذَبِيحَةً لأَنِّي لَمْ آتِ لأَدْعُوَ أَبْرَاراً بَلْ خُطَاةً إِلَى \لتَّوْبَةِ»" (متى 9: 11-13).
غسل يسوع أقدام تلاميذه لكي يعلمهم درسا في التواضع: "ثُمَّ صَبَّ مَاءً فِي مِغْسَلٍ وَابْتَدَأَ يَغْسِلُ أَرْجُلَ التّلاَمِيذِ وَيَمْسَحُهَا بِالْمِنْشَفَةِ الَّتِي كَانَ مُتَّزِراً بِهَا. فَلَمَّا كَانَ قَدْ غَسَلَ أَرْجُلَهُمْ وَأَخَذَ ثِيَابَهُ وَاتَّكَأَ أَيْضاً قَالَ لَهُمْ: «أَتَفْهَمُونَ مَا قَدْ صَنَعْتُ بِكُمْ؟ أَنْتُمْ تَدْعُونَنِي مُعَلِّماً وَسَيِّداً وَحَسَناً تَقُولُونَ لأَنِّي أَنَا كَذَلِكَ. فَإِنْ كُنْتُ وَأَنَا السَّيِّدُ وَالْمُعَلِّمُ قَدْ غَسَلْتُ أَرْجُلَكُمْ فَأَنْتُمْ يَجِبُ عَلَيْكُمْ أَنْ يَغْسِلَ بَعْضُكُمْ أَرْجُلَ بَعْضٍ لأَنِّي أَعْطَيْتُكُمْ مِثَالاً حَتَّى كَمَا صَنَعْتُ أَنَا بِكُمْ تَصْنَعُونَ أَنْتُمْ أَيْضاً" (يوحنا 13: 5, 12-15).
6. يسوع: رجل السلام وعدم العنف
(عودة إلى قائمة المحتويات)
لم يحمل يسوع سيفا أو أيّ سلاح مطلقا. لم يطلب يسوع من أي واحد أن يقتل شخصا له. لدرجة أنه طلب من بطرس، أحد تلاميذه، ألا يستخدم سيفه لمنعهم من إعتقاله: "وَإِذَا وَاحِدٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَ يَسُوعَ مَدَّ يَدَهُ وَاسْتَلَّ سَيْفَهُ وَضَرَبَ عَبْدَ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ فَقَطَعَ أُذْنَهُ. فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «رُدَّ سَيْفَكَ إِلَى مَكَانِهِ. لأَنَّ كُلَّ الَّذِينَ يَأْخُذُونَ السَّيْفَ بِالسَّيْفِ يَهْلِكُونَ! أَتَظُنُّ أَنِّي لاَ أَسْتَطِيعُ الآنَ أَنْ أَطْلُبَ إِلَى أَبِي فَيُقَدِّمَ لِي أَكْثَرَ مِنِ إثْنَيْ عَشَرَ جَيْشاً مِنَ \لْمَلاَئِكَةِ؟ فَكَيْفَ تُكَمَّلُ الْكُتُبُ: أَنَّهُ هَكَذَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ؟»" (متى 26: 51-54). أبرأ يسوع أذن عبد رئيس الكهنة الذي أتى ليقبض عليه (لوقا 22: 51).
لم ينظّم يسوع أي جيش، لم يغزو أي بلد بإسم الله، ولم يطلب من أيّ من تلاميذه أن يفعل ذلك له. لم يأتِ يسوع لإقامة مملكة أرضية أو إمبراطورية عالمية. قد رفض أن يُتوجوه ملِكا أرضيّا: “وَعَلِمَ يَسُوعُ أَنَّهُمْ عَلَى وَشْكِ أَنْ يَخْتَطِفُوهُ لِيُقِيمُوهُ مَلِكاً، فَعَادَ إِلَى الْجَبَلِ وَحْدَهُ” (يوحنا 6: 15).
هناك العديد من الشهود في الكتاب المقدس على الطبيعة السلمية ليسوع. التالي هو بعضا منها: "لاَ يُخَاصِمُ وَلاَ يَصِيحُ وَلاَ يَسْمَعُ أَحَدٌ فِي الشَّوَارِعِ صَوْتَهُ " (متى 12: 19)؛ "وَجُعِلَ مَعَ الأَشْرَارِ قَبْرُهُ وَمَعَ غَنِيٍّ عِنْدَ مَوْتِهِ. عَلَى أَنَّهُ لَمْ يَعْمَلْ ظُلْماً وَلَمْ يَكُنْ فِي فَمِهِ غِشٌّ" (إشعياء 53: 9).
7. سلطان يسوع المسيح
(عودة إلى قائمة المحتويات)
الكثير من المعجزات والأعمال القوية ألتي قام بها السيد المسيح مسجّل في كتب العهد الجديد. توضح هذه المعجزات والأعمال قوّته وسلطانه.
أ. سلطان شفاء المرضى
ب. سلطان على القوى الشيطانية
ج. سلطان غفران الخطايا
قام يسوع المسيح بشفاء الأجساد والنفوس. كان شفاء النفوس يتم عادة بغفران ذنوب الشخص: "فَلَمَّا رَأَى إِيمَانَهُمْ قَالَ لَهُ: «أَيُّهَا الإِنْسَانُ مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ». فَابْتَدَأَ الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ يُفَكِّرُونَ قَائِلِينَ: «مَنْ هَذَا الَّذِي يَتَكَلَّمُ بِتَجَادِيفَ؟ مَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَغْفِرَ خَطَايَا إِلاَّ \للهُ وَحْدَهُ؟» فَشَعَرَ يَسُوعُ بِأَفْكَارِهِمْ وَقَالَ لَهُمْ: «مَاذَا تُفَكِّرُونَ فِي قُلُوبِكُمْ؟ أَيُّمَا أَيْسَرُ: أَنْ يُقَالَ مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ أَمْ أَنْ يُقَالَ قُمْ وَامْشِ. وَلَكِنْ لِكَيْ تَعْلَمُوا أَنَّ لاِبْنِ الإِنْسَانِ سُلْطَاناً عَلَى الأَرْضِ أَنْ يَغْفِرَ الْخَطَايَا» - قَالَ لِلْمَفْلُوجِ: «لَكَ أَقُولُ قُمْ وَاحْمِلْ فِرَاشَكَ وَاذْهَبْ إِلَى بَيْتِكَ». فَفِي الْحَالِ قَامَ أَمَامَهُمْ وَحَمَلَ مَا كَانَ مُضْطَجِعاً عَلَيْهِ وَمَضَى إِلَى بَيْتِهِ وَهُوَ يُمَجِّدُ اللهَ" (لوقا 5: 20-25؛ 7: 36-50). أبرأ يسوع الرجل المفلوج، لكنه فعل ذلك بعد أن غفر خطاياه. أعلن يسوع أنّ لديه سلطان مغفرة الخطايا. أثبت أنّ في سلطانه مغفرة الذنوب لأنه شفى الرجل المفلوج المقعد بعد أن أعلن أن خطاياه قد غُفرت له. إذا كان قد ارتكب تجديفا، لما استطاع أن يشفي الرجل المفلوج. لم يتكلم نيابة عن الله. بل، تحدث كالله نفسه في وحي ذاتي، قائلا: "فَإِنِّي أَقُولُ لَكُمْ:..." (متى 5: 20، 22، 28، 32؛ إلخ).
د. سلطان على حياة الإنسان
أقام يسوع ثلاثة موتى في ثلاثة معجزات (لوقا 8: 41-42، 49-56؛ 7: 12-15؛ يوحنا 11: 1-44). كانت أقوى هذه المعجزات هي معجزة إقامة لعازر من الموت بعد أربعة أيام من موته وقد بدأت جثّته تفسد في قبره (يوحنا 11: 1-44).
ه. سلطان الخلق
معجزات تكثير قليل من أرغفة الخبز والأسماك لإطعام الجموع الجائعة، ثم جمع الكثير من الفضلات في سلال هي معجزات خلق مادة جديدة (لوقا 9: 11-17؛ متى 15: 32-39).
خلق يسوع عينان جديدتان لرجل مولود أعمى (يوحنا 9). كان هذا الرجل مولودا بدون مقلة العيون. خلق يسوع فيه مقلتين جديدتين لعينيه من الطين الذي دهن به مكان عيني الرجل الأعمى. تذكّرنا هذه المعجزة بخلق آدم من الطين (تكوين 2:7).
و. سلطان على الطبيعة
وبّخ يسوع الريح العاصفة والبحر الهائج فأطاعوه (متى 8: 23-27؛ مرقس 4: 36-41؛ لوقا 8: 22-25). كان قادرا على أمر قوى الطبيعة فتطيعه! وقد مشى يسوع على البحر الهائج كأنّه أرضا يابسة (مرقس 6: 45-52).
(ج) إستنتاج
(عودة إلى قائمة المحتويات)
رأى الناس مجد الله في محبة وحنان يسوع، وفي تعاليمه، وفي معجزاته القوية. "ﭐلشَّعْبُ الْجَالِسُ فِي ظُلْمَةٍ أَبْصَرَ نُوراً عَظِيماً وَالْجَالِسُونَ فِي كُورَةِ الْمَوْتِ وَظِلاَلِهِ أَشْرَقَ عَلَيْهِمْ نُورٌ" (متى 4: 16). أحبت الجموع السيد المسيح. إجتذبهم إليه محبته وتعاطفه وصلاحه وقواه الخارقة.
في مجيئه الأول، جاء السيد المسيح ليمنح شفاءا وتجديدا روحيا للذين يقبلونه، وليس لإدانة الذين يرفضونه، وليس لبناء امبرطورية عالمية. وقد قال: "وَإِنْ سَمِعَ أَحَدٌ كلاَمِي وَلَمْ يُؤْمِنْ فَأَنَا لاَ أَدِينُهُ لأَنِّي لَمْ آتِ لأَدِينَ الْعَالَمَ بَلْ لِأُخَلِّصَ الْعَالَمَ" (يوحنا 12: 47). جاء ليبني، وليس ليدمر. في مجيئه الثاني، سوف يعود في مجد وقوة ليدين الأحياء والأموات.
في مجيئه الأول، حقق السيد المسيح أعظم انتصار في تاريخ البشرية. هزم الخطيئة والموت الروحي، الأعداء الحقيقيين للبشرية. ملكه روحي عالمي، ولكنه لا يُفرض على أي شخص بالإرغام والقهر. ملكوته لا يعتمد على، ولا يرتبط بأي قوة سياسية أرضية. في الانجيل، يقدم الله الحياة الأبدية مع المسيح لجميع الذين يقبلونه ربا ومخلصا لهم. تستمر هذه الدعوة حتى المجيء الثاني للسيد المسيح. "هُوَذَا يَأْتِي مَعَ السَّحَابِ، وَسَتَنْظُرُهُ كُلُّ عَيْنٍ، وَالَّذِينَ طَعَنُوهُ، وَيَنُوحُ عَلَيْهِ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ. نَعَمْ آمِينَ. أَنَا هُوَ الأَلِفُ وَالْيَاءُ، الْبدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ، يَقُولُ الرَّبُّ الْكَائِنُ وَالَّذِي كَانَ وَالَّذِي يَأْتِي، الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ" (رُؤْيَا 1: 7-8).
يسوع يحبك. هو يبحث عنك قائلا: "هَئَنَذَا وَاقِفٌ عَلَى الْبَابِ وَأَقْرَعُ. إِنْ سَمِعَ أَحَدٌ صَوْتِي وَفَتَحَ الْبَابَ، أَدْخُلُ إِلَيْهِ وَأَتَعَشَّى مَعَهُ وَهُوَ مَعِي" (رؤيا 3: 20). هل تفتح له باب قلبك اليوم؟ لعلك تتأمل في هذا الشأن؟
بالصفحات التالية معلومات أضافية نافعة: